فصل: قصيدة: ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني

مساءً 2 :1
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
29
الإثنين
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: ديوان حسان بن ثابت الأنصاري



.قصيدة: يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ

يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ ** إنما تنطقُ شيئاً قد فعلْ

إنّ للخَيرِ وللشّرّ مَدىً ** وكلا ذلكَ وجهٌ وقبلْ

والعطياتُ خساسٌ بينهم ** وسواءٌ قبرُ مثرٍ ومقلّ

كلّ عيشٍ ونعيمٍ زائلٌ ** وبَنَاتُ الدّهْرِ يلعبْنَ بكُلّ

أبلغا حسانَ عني آيةً ** فقريضُ الشعرِ يشفي ذا الغللْ

كم ترَى بالجَرِّ من جُمجمةٍ ** وأكُفٍّ قدْ أُتِرَت وَرِجِلْ

وسرابيلَ حسانْ سريتْ ** عن كماةٍ أهلكوا في المنتزلْ

كمْ قتَلنا من كريمٍ سيّدٍ ** ماجدِ الجدّين مقدامٍ بطلْ

صادقِ النَّجدةِ، قَرْمٍ بارعٍ ** غيرِ ملتاثٍ لدى وقع الأسلْ

ليْتَ أشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا ** جزعَ الخزرجِ منْ وقعِ الأسلْ

فاسألِ المهراسَ من ساكنهُ ** بعدَ أقحافٍ وهامٍ كالحجلْ

.قصيدة: ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَى وَقعةٌ

ذَهَبَتْ بابْنِ الزِّبَعْرَى وَقعةٌ ** كانَ منا الفضلُ فيها لوْ عدلْ

ولقدْ نلتمْ ونلنا منكمُ ** وكَذَاكَ الحَرْبُ أحْياناً دُوَلْ

إذ شَدَدْنا شَدّةً صادقَةً ** فأجأناكمْ إلى سفحِ الجبلْ

إذْ تولونَ على أعقابكمْ ** هَرَباً في الشِّعبِ، أشْباهَ الرَّسَلْ

نَضَعُ الخطّيَّ في أكْتافِكُمْ ** حيثُ نهوى عللاً بعدَ نهلْ

فَسَدَحْنا في مَقامٍ وَاحِدٍ ** منكمُ سبعينَ، غيرَ المنتحلْ

وأسرنا منكمُ أعدادهمْ ** فانصرَفْتُمْ مثلَ إفلاتِ الحجَلْ

تخرجُ الأضياحُ منْ أستاهكمْ ** كسلاحِ النيبِ يأكلنَ العصلْ

لمْ يفوتونا بشيءٍ ساعةً ** غيرَ أنْ ولوا بجهلٍ، وفشلْ

ضاقَ عنا الشعبُ، إذ نجزعهُ ** وَمَلأنَا الفُرْطَ منهُمْ والرِّجَلْ

بِرِجَالٍ لَسْتُمُ أمْثَالَهُمْ ** أيدوا جبريلَ نصراً، فنزلْ

وَعَلَوْنَا يَوْمَ بَدْرٍ بالتُّقَى ** طاعَةَ اللَّهِ، وتصْديقَ الرُّسُلْ

بخناظيلَ كجنانِ الملا ** مَنْ يُلاقوهُ من النّاسِ يُهَلْ

وترَكْنا في قُرَيشٍ عَوْرَةً ** يَوْمَ بَدْرٍ، وأحاديثَ مَثَلْ

وترَكْنا من قُرَيشٍ جمعَهُمْ ** مثلَ ما جمعَ في الخصبِ الهملْ

فقتلنا كلَّ رأسٍ منهمُ ** وقَتَلْنا كلَّ جَحْجاحٍ رَفِلْ

كم قتلنا من كريم سيد ** ماجدِ الجدينِ مقدامٍ بطلْ

وشريفٍ لشريفٍ ماجدٍ ** لا نباليهِ لدى وقعِ الأسلْ

نحنُ لا أنتُمْ، بَني أسْتاهِها ** نحن في البأسِ إذا البأسُ نَزَلْ

.قصيدة: أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ

أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ ** بينَ الجوابي، فالبُضَيعِ، فحَوْمَلِ

فالمرجِ، مرجِ الصفرينِ، فجاسمٍ ** فَدِيَارِ سلْمى، دُرَّساً لم تُحلَلِ

دمنٌ تعاقبها الرياحُ دوارسٌ ** والمدجناتُ من السماكِ الأعزلِ

دار لقوم قد أراهم مرة ** فوقَ الأعزةِ عزهمْ لمْ ينقلِ

لله دَرُّ عِصَابَةٍ نادَمْتُهُمْ ** يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ

يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها ** مشيَ الجمالِ إلى الجمالِ البزلِ

الضّارِبُون الكَبْش يبرُقُ بيْضُهُ ** ضَرْباً يَطِيحُ لَهُ بَنانُ المَفْصِلِ

والخالِطُونَ فَقِيرَهمْ بِغنيّهِمْ ** والمُنْعِمُونَ على الضّعيفِ المُرْمِلِ

أوْلادُ جَفْنَةَ حوْلَ قبرِ أبِيهِمُ ** قبْرِ ابْنِ مارِيَةَ الكريمِ، المُفضِلِ

يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ ** لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ

يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ ** بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ

يسقونَ درياقَ الرحيقِ، ولمْ تكنْ ** تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ

بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَةٌ أحسابُهُمْ ** شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ

فَلَبِثْتُ أزْماناً طِوَالاً فِيهِمُ ** ثمّ ادّكَرْتُ كأنّني لمْ أفْعَلِ

إمّا تَرَيْ رأسي تَغَيّرَ لَوْنُهُ ** شَمَطاً فأصْبَحَ كالثَّغامِ المُحْوِلِ

ولَقَدْ يَرَاني مُوعِدِيَّ كأنّني ** في قَصْرِ دومَةَ، أوْ سَواءَ الهيْكلِ

ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها ** ضهباءَ، صافيةً، كطعمِ الفلفلِ

يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ ** فيعلني منها، ولوْ لم أنهلِ

إنّ الّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها ** قُتِلَتْ، قُتِلْتَ، فهاتِها لم تُقتَلِ

كِلْتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعَاطِني ** بِزُجاجَةٍ أرْخاهُما للمِفْصَلِ

بِزُجاجَةٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها ** رَقَصَ القَلوصِ براكبٍ مُستعجِلِ

نسبي أصيلٌ في الكرامِ، ومذودي ** تَكْوي مَوَاسِمُهُ جُنوبَ المصْطَلي

وَلَقَدْ تُقلّدُنا العَشِيرَةُ أمْرَها ** ونَسُودُ يوْمَ النّائبَاتِ، ونَعتَلي

ويسودُ سيدنا جحاجحَ سادةً ** ويصيبُ قائلنا سواءَ المفصلِ

ونحاولُ الأمرَ المهمَّ خطابهُ ** فِيهِمْ، ونَفصِلُ كلَّ أمرِ مُعضِل

وتزورُ أبوابَ الملوكِ ركابنا ** ومتى نحكمْ في البريةِ نعدلِ

وَفَتًى يُحِبُّ الحَمدَ يجعَلُ مالَهُ ** من دونِ والدهِ، وإنْ لم يسألِ

باكرتُ لذتهُ، وما ماطلتها ** بِزُجاجَةٍ مِنْ خَيْرِ كرْمٍ أهْدَلِ

.قصيدة: أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ

أهاجَكَ بالبَيْداء رَسْمُ المنازِلِ ** نعم قد عفاها كلُّ أسحَمَ هاطِلِ

وجرّتْ عليها الرّامساتُ ذُيولَها ** فلم يبقَ منها غيرُ أشعثَ ماثلِ

دِيَارُ الّتي رَاقَ الفؤادَ دلالُها ** وعزّ علينا أن تجودَ بنائلِ

لها عَينُ كحْلاءِ المدامع مُطْفِلٍ ** تُرَاعي نَعاماً يرْتعي بالخمائلِ

ديارُ التي كادَتْ، ونحنُ على مِنًى ** تَحُلُّ بنا لوْلا نجاءُ الرّواحلِ

ألا أيّها السّاعي ليُدرِكَ مجْدَنَا ** نأتكَ العُلى، فارْبعْ عليك، فسائلِ

فهل يستوي ماءانِ أخضرُ زاخرٌ ** وحِسْيٌ ظَنونٌ، ماؤه غيرُ فاضِلِ

فمن يعدلُ الأذنابَ ويحكَ بالذرى ** قدِ اختَلَفَا بِرٌّ يَحُقُّ بباطِلِ

تناوَلْ سُهيْلاً في السماءِ، فهاتِهِ ** ستدركنا إنْ نلتهُ بالأناملِ

ألَسْنَا بِحلاّليَن أرْضَ عَدُوّنَا ** تأرَّ قلِيلاً، سلْ بنا في القبائلِ

تجِدنا سبَقنا بالفَعال وبالنّدى ** وأمرِ العوالي في الخطوبِ الأوائلِ

ونحن سبقنا الناسَ مجْداً وسودَداً ** تليداً، وذكراً نامياً غيرَ خاملِ

لنا جبلٌ يعلو الجبالَ مشرفٌ ** فنحنُ بأعلى فرعهِ المتطاولِ

مساميحُ بالمعرُوفِ، وَسطَ رِحالِنا ** وشُبّانُنا بالفُحشِ أبخَلُ باخِلِ

وَمَنْ خَيْرُ حَيٍّ تعلمون لسائلٍ ** عفافاً، وعانٍ موثَقٍ بالسلاسلِ

وَمَنْ خَيرُ حيٍّ تعلَمونَ لجارِهمْ ** إذا اختارَهمْ في الأمنِ أوْ في الزّلازِلِ

وفينا إذا ما شبتِ الحربُ سادةً ** كهولٌ وفتيانٌ طوالُ الحمائلِ

نَصَرْنا، وآوَينا النبيَّ، وَصَدّقتْ ** أوَائِلُنا بالحَقّ، أوّلَ قائِلِ

وكُنّا مَتَى يَغْزُ النبيُّ قبيلَةً ** نصلْ حافتيهِ بالقنا والقنابلِ

ويومَ قريشٍ إذْ أتونا بجمعهمْ ** وطئنا العدوَّ وطأةَ المتثاقلِ

وفي أُحْدٍ يوْمٌ لهمْ كان مخزياً ** نطاعنهمْ بالسمهريّ الذوابلِ

وَيَوْمَ ثَقيفٍ، إذْ أتيْنا ديارَهمْ ** كتائبَ نمشي حولها بالمناصلِ

ففَرّوا وَشدّ اللَّهُ رُكْنَ نَبيّهِ ** بكلّ فتى حامي الحقيقة باسلِ

ففرّوا إلى حصْنِ القُصُورِ وغلّقوا ** وكائنْ ترى من مشفقٍ غيرِ وائلِ

وَأعطَوْا بأيديهمْ صَغاراً وتابعوا ** فأوْلى لكم أوْلى، حُداةً الزّواملِ

وإني لسهلٌ للصديقِ، وإنني ** لأعْدِلُ رأسَ الأصْعرِ المُتمايِلِ

وأجعلُ مالي دونَ عرضي وقايةً ** وأحجبهُ كي لا يطيبَ لآكلِ

وأيُّ جديدٍ ليسَ يدركهُ البلى ** وأيُّ نعيمٍ ليسَ يوماً بزائلِ

.قصيدة: ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني

ألا أبلغْ أبا مخزومَ عني ** وبعضُ القوْل ليس بذي حَوِيلِ

أما، وأبيكَ، لوْ لبثتَ شيئاً ** لألحَقَكَ الفَوَارِسُ بِالجَلِيلِ

ولكِنْ، قدْ بكَيْتَ، وأنتَ خِلوٌ ** بَعِيدُ الدّارِ من عَوْنِ القَتيلِ

.قصيدة: يا حارِ! في سِنَةٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ

يا حارِ! في سِنَةٍ مِن نوْمِ أوّلكمْ ** أمْ كنتَ ويحكَ مغتراً بجبريلِ

أم كنتَ، بابنِ زيادٍ، حين نقتلهُ ** بِغِرّةٍ في فَضَاءِ الأرْضِ مجْهولِ

وقُلتُمُ لنْ نُرَى، واللَّه مُبصِرُكُم ** وفيكمُ محكمُ الآياتِ والقيلِ

محمدٌ، والعزيزُ اللهُ يخبرهُ ** بما تكنُّ سريراتُ الأقاويلِ

.قصيدة: شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً

شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً ** رَسُولُ الذي فَوْقَ السماوات مِن عَلُ

وَأنّ أبا يَحْيَى ويَحْيَى كِليْهِما ** لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ

وأنَّ التي بالجزعِ مِنْ بطْنِ نخْلَةٍ ** ومَنْ دانَها فِلٌّ منَ الخَيرِ مَعزِلُ

وأنّ الذي عادى اليهودُ ابنَ مريمٍ ** رَسولٌ أتى من عندِ ذي العرْش مُرْسَلُ

وأنّ أخَا الأحْقَافِ، إذ يعْذُلُونَهُ ** يقومُ بدينِ اللهِ فيهمْ، فيعدلُ

.قصيدة: منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا

منعنا، على رغمِ القبائلِ، ضيمنا ** بمرهفةٍ كالملحِ مخلصةِ الصقلِ

ضربناهمْ، حتى استباحتْ سيوفنا ** حماهمْ، وراحوا موجعينَ من القتلِ

ورُدّ سَرَاةُ الأوْس، إذ جاء جمعُهمْ ** بطعنٍ كأفواهِ المخيسةِ الهدلِ

وَذَلّ سُمَيْرٌ عَنْوَةً جَارَ مالِكٍ ** على رغمهِ بعدَ التخمطِ والجهلِ

وَجاءَ ابْنُ عَجْلانٍ بِعلْجٍ مَجدَّعٍ ** فأدْبَرَ مَنقوصَ المُروءَةِ والعَقْلِ

وصارَ ابنُ عَجْلانٍ نَفيَّاً، كأنّهُ ** عَسيفٌ على آثارِ أفْصِلَةٍ هُمْلِ

.قصيدة: حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبةٍ

حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبةٍ ** وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ

حليلةُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً ** نبيِّ الهُدى، والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ

عقيلةُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ ** كرامِ المساعي، مجدها غيرُ زائلِ

مهذبةٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها ** وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ

فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتمُ ** فَلا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ أنامِلي

وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بلائطٍ ** بها الدهرَ بل قولُ امرئٍ بيَ ماحلِ

فكَيْفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي ** لآلِ نبيّ اللهِ زينِ المحافلِ

لهُ رتبٌ عالٍ على الناسِ كلهمْ ** تقاصرُ عنهُ سورةُ المتطاولِ

رأيتكِ، وليغفرِ لكِ اللهُ، حرةً ** مَنَ المُحصنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ

.قصيدة: كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ

كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ ** كما تقادمَ عهدُ المهرقِ البالي

بالمُستوي دونَ نَعْفِ القَفْ من قَطَنٍ ** فالدافعاتِ أولاتِ الطلحِ والضالِ

أمْسَتْ بَسابِسَ تَسْتَنُّ الرّياحُ بها ** قدْ أُشْعِلَتْ بحصَاها أيَّ إشْعالِ

ما يقسمِ اللهُ أقبلْ غيرَ مبتئسٍ ** منهُ، وأقعدْ كريماً ناعمَ البالِ

ماذا يحاولُ أقوامٌ بفعلهمِ ** إذ لا يزالُ سفيهٌ همهُ حالي

لقَدْ علِمْتُ بأنّي غالِبي خُلُقي ** على السماحةِ، صعلوكاً وذا مالِ

والمَالُ يَغْشَى أُنَاساً لا طَبَاخَ لهُمْ ** كالسيلِ يغشى أصولَ الدندنِ البالي

أصونُ عرضي بمالي لا أدنسهُ ** لا بَارَكَ اللَّهُ بعدَ العِرْضِ في المالِ

أحتالُ للمالِ، إن أودى فأجمعهُ ** ولسْتُ لِلعِرْضِ إن أوْدَى بمُحتالِ

والفَقْرُ يُزْري بأقوَامٍ ذَوي حسَبٍ ** ويقتدى بلئامِ الأصلِ أنذالِ

كم من أخي ثِقةٍ، محْضٍ مضارِبُهُ ** فارَقْتُهُ غيْرَ مقْليٍّ ولا قالي

كالبدرِ كانَ على ثغرٍ يسدُّ بهِ ** فأصْبَحَ الثّغْرُ منهُ فرْجُهُ خَالي

ثمّ تَعَزّيْتُ عنْهُ، غَيْرَ مُختَشِعٍ ** على الحوادثِ، في عرفٍ وإجمالِ

.قصيدة: وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ

وكنا ملوكَ الناسِ، قبلَ محمدٍ ** فلما أتى الإسلامُ، كان لنا الفضْلُ

وأكْرَمَنا اللَّهُ الذي ليسَ غيرُهُ ** إلهٌ، بأيّامٍ مَضَتْ ما لها شَكْلُ

بِنَصْرِ الإلهِ للنَّبيّ ودينِهِ ** وأكرَمَنا باسمٍ مَضَى ما لهُ مِثلُ

أُولئكَ قوْمي خيرُ قوْمٍ بأسرِهمْ ** وليسَ على معروفهمْ أبداً قفلُ

يَرُبّون بالمعرُوفُ معرُوفَ مَن مَضى ** فما عدّ من خيرٍ، فقومي له أهلُ

إذا اختُبِطُوا لم يُفحشوا في نديّهم ** وليسَ على سؤالهمْ عندهمُ بخلُ

وحاملهم وافٍ بكلّ حمالةٍ ** تَحَمَّلَ، لا غُرْمٌ عليه، ولا خَذْلُ

وجارهمُ فيهكْ بعلياءَ بيتهُ ** له ما ثَوَى فينا الكرامةُ والبَذلُ

وقائلهمْ بالحقّ أولُ قائلٍ ** فحكمهمُ عدلٌ، وقولهمُ فصلُ

إذا حارَبوا، أوْ سالموا لم يُشبَّهوا ** فحرْبهمُ خوْفٌ، وسلمهمُ سَهْلُ

ومنا أمينُ المسلمينَ حياتهُ ** ومنْ غسلتهُ من جنابتهِ الرسلُ